تحدثنا في الصفحات السابقة، النخل في القرآن الكريم والعلم الحديث (1) عن بعض صفات النخلة في القرآن الكريم ، والنخلة في السنة النبوية المشرفة المطهرة ، والنخلة في العلم الحديث من حيث الشكل الظاهري وطرق التكاثر . وفيما يلي نحدثكم عن القيمة الغذائية لثمار نخيل البلح، والأهمية الاقتصادية للنخيل، لنرى معجزات الله سبحانه وتعالى في منتجات الخيل ونعمه التي لا تعد ولا تحصى لنفطن إلى خيرات منطقتنا العربية والإسلامية فنقول وبالله التوفيق .
القيمة الغذائية لثمار نخيل البلح : البلح والتمر من الأطعمة سهلة الهضم سريعة الامتصاص والتي تمد الإنسان سريعاً بالطاقة مع احتوائها على الدهن والبروتين والمعادن والألياف والماء .
وفيما يلي القيمة الغذائية لكل 100جرام من التمر المجفف:
1. مواد سكرية 7.6%
2. مواد دهنية 2.5%
3. مواد بروتينية 1.9%
4. أملاح معدنية 1.2%
5. ألياف 10%
6. ماء 13.8%
مع احتوائها على بعض الفيتامينات التي تحمي الإنسان من أمراض سوء التغذية .
أهمية المحتويات السابقة للإنسان :
1. المواد السكرية:تمد الإنسان بالطاقة اللازمة لإتمام العلميات الحيوية في الجسم ، حيث يحتوي التمر على سكر القصب وسكر الفاكهة وسكر العنب (الجلوكوز) وهي من السكريات سهلة الهضم سريعة الامتصاص في الجسم فتعطي الإنسان الطاقة اللازمة له.
من هنا كان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يفطر الصائم على رطبات فإن لم يجد فتمرات حتى تسعف الصائم فور إفطاره بالطاقة اللازمة للجسم .
2. المواد الدهنية : المواد الدهنية في التمر ليست من الدهون المعقدة التركيب ولكنها أبطأ في هضمها وامتصاصها من المواد السكرية سالفة الذكر وهي تعطي الجسم طاقة حرارية عالية .
وتدخل الدهون في تركيب المخ ، والجلد وتقوم بعملية تدعيم للأعضاء الداخلية للجسم كالكلية وإعطاء الوجه والجسم الشكل الممتليء الجميل ، وتمنع جفاف بشرة الوجه واليدين والرجلين والشعر وتعتبر مخزن للطاقة في الجسم يستغلها في الأزمات ووقت الصوم والمرض .
3. يستخدم نوى البلح في تنمية الكائنات الحية الدقيقة (الفطرية ـ البكتيريا) في المختبرات والمصانع لإنتاج الدهن والبروتينات والفيتامينات والهرمونات ومضادات الحيوية .
4. يستخدم النوى في إنتاج الفحم البلدي وزيت النوى لاحتوائه على 8.5% زيت .
ذلك نهى المصطفى صلى الله عليه وسلم عن حرق نوى البلح .
5. يؤكل جُمَّار النخيل فيمد الإنسان بالسكريات والدهن والبروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف ويستعمل في ذلك جمار الأشجار المذكرة أو التي أسقطتها الرياح ، ويجب عدم قطع النخلات الإناث من أجل جمارها لأن في ذلك هلاك لثروة النخيل .
6. تستعمل جذوع النخيل في أعمال البناء والنجارة وفي أغراض شتى لا تخفى علينا جميعاً بالمنطقة العربية .
7. تستعمل الأوراق في تسقيف المنازل وعمل الأسيجة وأكشاك الظل ، والسلال وفي عمل حشوات جيدة (الكارينة) للكراسي ، كما يدخل في صناعة الورق .
8. تستعمل أعناق الأوراق في صناعة الكراسي والأقفاص والأسرة والسلال.
9. يستعمل الليف البني في صناعة الحبال والمكانس اليدوية ومهفات الذباب وفي صناعة الحصر (البرش) وحشوات للمقاعد والوسائد.
10. تستخدم الثمار في صناعة السكر الأبيض (سكروز) والعسل الأسود (الدبس) .
11. تؤكل الأزهار المذكرة وهي مفيدة في حالات كثيرة
12. تستخدم الإغريض المحيط بالأزهار في إنتاج ماء الكُروف المشهور في دول الخليج .
13. تستخدم الأزهار في صناعة ماء اللقاح المعروف والمنتشر في دول الخليج .
14. تستخدم أوراق وجذوع وبقايا تقليم النخيل في الوقود وعمل السماد البلدي
15. تستخدم عذوق الثمار مكانس .
مما سبق يتضح أن النخلة شجرة فعلاً مباركة عظيمة النفع، ولا يوجد شيء من إنتاجها حتى أشواكها إلا وتستخدم، لذلك أستحقت الذكر في القرآن الكريم أكثر من عشرين مرة ، وفي السنة المطهرة كثيراً ما ذكرت حتى أن جذع النخلة بكى حزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ورد في البداية والنهاية لابن كثير وروى الإمام أحمد بن حنبل وذكر البخاري في غير موضع من صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم الجمعة يسند ظهره إلى جذع منصوب في المسجد يخطب الناس فجاءه رومي وقال : ألا أصنع لك شيئاً تقعد عليه كأنك قائم ؟ فصنع له منبراً درجتين ويقعد على الثالث ، فلما قعد نبي الله على المنبر خار كخوار الثور ـ أي الجذع ـ ارتج لخواره المسجد حزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل إليه رسول الله من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه سكت ثم قال : والذي نفس محمد بيده لو لم التزمه مازال هكذا حتى يوم القيامة حزناً عليه .
يجب علينا أن نفطن لخيرات منطقتنا العربية ونكثر من زراعة نخيل البلح في كل مكان، ونبتعد عن زراعة نخيل الزينة الذي يستهلك المياه ولا يوجد له أي جدوى غذائية من ورائه .
ثمرات النخيل في القرآن الكريم والعلم الحديث تحدثنا في الصفحات السابقة عن النخل في القرآن الكريم والعلم الحديث وحديثنا في هذه الصفحات عن ثمرات النخيل في القرآن الكريم والعلم الحديث، حيث نناقش النسب العلمي لثمار النخيل وثمرات النخيل في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأقوال العلماء والفقهاء فالشكل الظاهري لثمار النخيل ومراحل تكوينها وأنواع التمور وتركيبها الحيوي والقيمة الغذائية والطبية والاقتصادية للتمور لنرى ونعلم أن ثمرات النخيل
( dates) من أجل النعم الغذائية التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها عل المسلمين حيث حفظ بها سبحانه حياتهم فأطعمهم من جوع ، وشفاهم من أمراض سوء التغذية ، وصحبتهم في حلهم وترحالهم وكانت عماد إدارة الإمداد والتموين في حروبهم وفتوحاتهم وقال فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم :
" يا عائشة بيت بلا تمر فيه جياع أهله، يا عائشة بيت بلا تمر فيه جياع أهله أوجاع أهل ، قالها مرتين أو ثلاثاً "(رواه مسلم ) .