القصة الثالثة والعشرون " نعي أهل الحر "
وقد روى ابن عساكر فى ترجمة أحمد بن عبد الصمد من تاريخه من كتاب المجالسة لأحمد بن مروان المالكى ثنا الحسين بن الحسن اليشكرى ثنا الزيادى عن الأصمعى ح وحدثنى محمد ابن لحارث عن المدائنى قال لما قتل أهل الحرة هتف هاتف بمكة على أبى قبيس مساء تلك الليلة وابن الزبير جالس يسمع
والصائمون القانتون * أولوا العبادة والصلاح
المهـتدون المحسـنون * السابقون إلى الفلاح
ماذا بواقـم والبقيـــع * من الجحاجحة الصباح
وبقاع يثرب ويحهنــن * من النوادب والصياح
قتل الخيار بنوا الخيار* ذوى المهابة والسماح
فقال ابن الزبير يا هؤلاء قتل أصحابكم فانا لله وإنا إليه راجعون
القصة الرابعة والعشرون " اسلام زمل بن عمرو "
عن زمل بن عمرو العذرى قال: كان لبني عذرة صنم يقال له حمام، وكان سادنه رجلا يقال له طارق، فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتا: يا بني هند بن حرام! ظهر الحق وأودى حمام، ودفع الشرك الإسلام؛ ففزعنا لذلك وهالنا، فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول: يا طارق، يا طارق! بعث النبي الصادق، بوحي ناطق، صدع صادع بأرض تهامة، لناصريه السلامة، ولخاذليه الندامة، هذا الوداع مني إلى يوم القيامة، فوقع الصنم لوجهه. قال زمل: فابتعت راحلة ورحلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومي وأنشدته شعرا قلته:
إليك يا رســـول الله أعملت نصها * أكلفها حزنا وقوزا من الرمل
لأنصر خير النـاس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلي
وأشــهد أن الـلـــه لا شيء غيره * أدين له ما أثقلت قــدمي نعلي
قال: فأسلمت وبايعت وأخبرناه بما سمعنا، فقال: ذلك من كلام الجن، ثم قال: يا معشر العرب! إني رسول الله إلى الأنام كافة، أدعوهم إلى عبادة الله وحده وأني رسوله وعبده، وأن تحجوا البيت، وتصوموا شهرا من اثني عشر شهرا وهو شهر رمضان، فمن أجابني فله الجنة نزلا وثوابا، ومن عصاني كانت النار منقلبا. قال: فأسلمنا وعقد لنا لواء وكتب لنا كتابا نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصة إني بعثته إلى قومه عامة، فمن أسلم ففي حزب الله ورسوله، ومن أبى فله أمان شهرين. شهد علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري.