القصة الثانية والعشرون " هاتف بأبي جعفر "
وذكر عن محمد بن عبدالله مولى بنى هاشم قال أخبرنى رجل من العلماء وأهل الادب قال هتف بأبى جعفر هاتف من قصره بالمدينة فسمعه يقول :
أما ورب الســـــــــــكون والحـــرك إن المنايا كثيرة الشـــــــــرك
عليك يا نفس إن أســـــــــــأت وإن أحسنت بالقصـــــد كل ذاك لك
ما اختلف الليل والنهـــــــــــار ولا دارت نجوم السماء في الفلك
إلا بنقل السلطان عـــن مـــــــــلك إذا انقضى ملكــــــه إلى ملك
حتى يصيرانــــه إلى مــــــــــــــلك ما عز سلطانه بمشتــــــــرك
ذاك بديع السماء والارض والمر سى الجبال المسخر الفــــلك
فقال أبوجعفر هذا والله أو ان أجلى - وذكر عبدالله بن عبيدالله أن عبدالعزيز بن مسلم حدثه أنه قال دخلت على المنصور يوما أسلم عليه فإذا هو باهت لا يحير جوابا فوثبت لما أرى منه أريد الانصراف عنه فقال لى بعد ساعة إنى رأيت فيما يرى النائم كأن رجلا ينشدنى هذه الابيات :
أأخى أخفض من مناكا فكأن يومك قد أتاكـــــا
ولقد أراك الدهر مــــن تصريفه ما قد أراكــــا
فإذا أردت الناقــص ال عبد الذليل فأنت ذاكـــا
ملكت ماملكـــــــــــــــته والامر فيه إلى سواكا
فهذا الذى ترى من قلقى وغمى لما سمعت ورأيت فقلت خيرا رأيت يا أمير المؤمنين
فلم يلبث إلى أن خرج إلى الحج فمات لوجهه ذاك .