القصة السادسة عشر " سبب إسلام خزيمة بن فاتك الأسدي "
وقال الأموي حدثنا عبدالله قال بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجلس يتحدثون عن الجن فقال خريم بن فاتك الأسدي ألا أحدثك كيف كان إسلامي قال بلى قال إني يوما في طلب ذود لي أنا منها على أثر تنصب وتصعد حتى إذا كنت بابرق العراق انخت راحلتي وقلت أعوذ بعظيم هذه البلدة أعوذ برئيس هذا الوادي فإذا بهاتف يهتف بي :
ويحك عذ بالله ذي الجلال * والمجد والعلياء والإفضال
ثم اتل آيـــات من الأنفال * ووحـــــــــــد الله ولا تبالي
قال فذعرت ذعرا شديدا ثم رجعت إلى نفسي فقلت * يا أيها الهاتف ما تقول
أرشـــد عندك أم تضليل * بين هـــــداك الله ما الحويل
قال فقال
هذا رسول الله ذو الخيرات * بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمـــــــــر بالبر وبالصلاة * وبزغ الناس عن الهنات
قال قلت له والله لا أبرح حتى أتيه وأومن به فنصبت رجلي في غرز راحلتي وقلت
أرشدني أرشدني هديتا * لا جعت ما عشت ولا عريتا
ولا برحت ســـــــــيدا مقيتا * لا تؤثر الخير الذي أتيتا
على جميع الجن ما بقيتا
فقال
صاحبك الله وأدى رحلكا * وعظم الأجر وعافا نفسكا
آمن به أفلج ربي حقكا * وانصره نصرا عزيزا نصركا
قال قلت من أنت عافاك الله حتى أخبره إذا قدمت عليه فقال أنا ملك بن ملك وأنا نقيبه على جن نصيبين وكفيت ابلك حتى أضمها إلى أهلك إن شاء الله قال فخرجت حتى أتيت المدينة يوم الجمعة والناس ارسال إلى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر كأنه البدر يخطب الناس فقلت انيخ على باب المسجد حتى يصلي وادخل عليه فاسلم واخبره عن إسلامي فلما انخت خرج إلى أبو ذر فقال مرحبا وأهلا وسهلا قد بلغنا إسلامك فادخل فصل ففعلت ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرني بإسلامي فقلت الحمد لله قال أما إن صاحبك قد وفى لك وهو أهل ذلك وادي ابلك إلى أهلك .
عن خريم بن فاتك قال: خرجت في بغاء إبل لي فأصبتها بالأبرق أبرق العزاف (هو اسم مكان في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة. فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها وذلك حدثان خروج النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت: أعوذ بكبير هذا الوادي! أعوذ بعظيم هذا الوادي! وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية، فإذا هاتف يهتف بي ويقول:
ويحك عذ بالله ذي الجـلال*.* منزل الحــرام والحــــلال
ووحد الله ولا تبالي*.* ما هـول ذي الجــن من الأهوال
إذ يذكر الله على الأميال*.* وفي سهول الأرض والجبال
وصار كيد الجن في سفال*.* إلا التقى وصالح الأعمال
فقلت:
يا أيها الداعي ما تحيل*.* أرشد عندك أم تضليل
قال:
هذا رسول الله ذو الخيرات*.* جاء بياسين وحاميمات
وســــــــور بعد مفصـلات *.* محـــــــــرمات ومحللات
يأمر بالصوم وبالصــلاة*.* ويزجر الناس عن الهنات
قد كن في الأنام منكرات
قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا مالك بن مالك بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جن أهل نجد، قلت: لو كان لي من يكفيني إبلي هذه لأتيته حتى أومن به، قال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله تعالى، فاعتقلت بعيرا منها ثم أتيت المدينة فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة، فقلت يقضون الصلاة ثم أدخل فإني دائب (دائب: ومنه حديث البعير الذي سجد له (فقال لصاحبه: إنه يشكو إلي أنك تجيعه وتدئبه (أي تكده وتتعبه) أنيخ راحلتي إذ خرج إلي أبو ذر فقال لي: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل، فدخلت، فلما رآني قال: ما فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك سالمة؟ أما إنه قد أداها إلى أهلك سالمة: قلت: رحمه الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجل رحمه الله.