القصة الثانية عشر " الشيطان مسعر والعفريت سمج "
وقال سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه حدثني محمد بن سعيد يعني عمه قال قال محمد بن المنكدر إنه ذكر لي عن ابن عباس قال هتف هاتف من الجن على أبي قبيس فقال
قبح الله رأيكم آل فهر * ما أدق العقول والأفهام
حين تعصى لمن يعيب عليها * دين آبائها الحماة الكرام
حالف الجن جن بصرى عليكم * ورجال النخيل والآطام
توشك الخيل أن تردها تهادى * تقتل القوم في حرام بهام
هل كريم منكم له نفس حر * ماجذ الوالدين والأعمام
ضارب ضربة تكون نكالا * ورواحا من كربة واغتمام
قال ابن عباس فأصبح هذا الشعر حديثا لأهل مكة يتناشدونه بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا شيطان يكلم الناس في الأوثان يقال له مسعر والله مخزيه فمكثوا ثلاثة أيام فإذا هاتف يهتف على الجبل يقول
نحن قتلنا في ثلاث مسعرا * إذ سفه الجن وسن المنكرا
قنعته سيفا حساما مشهرا * بشتمه نبينا المطهرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عفريت من الجن اسمه سمج آمن بي سميته عبدالله أخبرني أنه في طلبه ثلاثة أيام فقال علي جزاه الله خيرا يا رسول الله
وفي رواية الفاكهي في كتاب مكة من حديث بن عباس عن عامر بن ربيعة قال بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة في بدء الإسلام إذ هتف هاتف على بعض جبال بمكة يحرض على المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا شيطان ولم يعلن شيطان بتحريض على نبي إلا قتله الله فلما كان بعد ذلك قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم قد قتله الله بيد رجل من عفاريت الجن يدعى سمحجا وقد سميته عبدالله فلما أمسينا سمعنا هاتفا بذلك المكان يقول:
نحن قتلنــــــــــــــــا مسعرا * لما طغـى واستكبرا
وصغر الحق وسن المنكرا * بشتمه نبينا المظفرا