اختلف علماء النفس في تحديد أسباب الشذوذ الجنسي، حتى إن البعض منهم لما أعياه علاج هذا الأمر اعتبره صورة من صور الممارسة الجنسية العادية لا تختلف عن الاستمناء في شيء!!. وهكذا وتحت وطأة الضغوط الاجتماعية، تم إلغاء مرض الشذوذ الجنسي من التقسيم الحديث للأمراض النفسية، والبعض الآخر قال بأن للشذوذ الجنسي أسبابا عضوية يريدون بذلك تغييرات في المواد الكيميائية (الرسل) التي تنتقل بين مراكز وخلايا المخ والجهاز العصبي، وقال البعض الآخر بأنه نوع من الاستعداد الخلقي والوراثي. ولعل الأحاديث النبوية التي تقول بضرورة ألا ينظر الرجل إلى عورة الرجل والمرأة إلى عورة المرأة في الثوب الواحد، وألا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، وكذلك المرأة والمرأة - تعضد ذلك الرأي، وكأن هذه الأحاديث تغلق الباب أمام رغبة داخلية قد تكون كامنة بداخل الإنسان، وتقاوم استعدادًا قد يكون موجودًا للوقوع في الشذوذ والانحراف. وآخرون يقولون أيضًا بأنه نوع من السلوك المتعلم الذي اكتسبه الإنسان في وقت الصغر، ويربطون في ذلك بين حدوث الاعتداء الجنسي للطفل في الصغر وممارسته اللواط في الكبر في عدد غير قليل من الحالات. وقال آخرون: إنه ناتج من وجود خلل في شخصية الإنسان، والطريقة التي تربّى بها وضعف عملية التقمص مع الوالدين لوجود نوع من الاضطراب في العلاقة معهما. والقول الفصل في هذا الأمر: إن كل هذه الأسباب لا تعفي الإنسان من المسئولية الكاملة عن الوقوع في هذا الذنب والقدرة على محوه وتغييره، والدليل على ذلك هو الدعوة الدائمة لقوم لوط ومن هم على شاكلتهم في القرآن الكريم بالانتهاء عن هذه الأعمال. والحقيقة الهامة أن سعي الإنسان إلى إشباع غرائز النفس ورغباتها بلا ضابط ولا رقيب يؤدي به إلى التدني المستمر الذي قد يصل إلى الانحراف من المزاج الطبيعي في آخر الأمر، وهذا هو ما حدث في بلاد الغرب، والنفس كلما ألفت موطنًا من مواطن الشهوة تطلعت إلى غيره، وهي لا تبالي عند ذلك باقتراف الآثام وانتهاك المحارم