النكاح بين الجن والأنس
نـــكــاح الــــجــــن
سُئل
مالك بن أنس رضي الله عنه : أن هناك رجلاً من الجن يخطب إلينا جارية يزعم
أنه يريد الحلال . فقال : ما أرى في ذلك بأساً في الدين ، ولكن أكره إذا
وجدت امرأة حاملاً دون زوج . قالت : هذا من الجن فيكثر الفساد . وهناك
الكثير من العلماء ينكرون ذلك لكون الجن من نار والإنس من تراب فلا يمكن
أن يتزاوجا ، فيرج عليهم الفريق الذي يصدق بإمكانية ذلك بأن الجن قد خلقوا
بادئ الأمر من نار ثم تغيروا ، فهم يأكلون ويشربون وما إلى ذلك . كما خلق
الله الإنس من تراب فأصبح بهم الدم واللحم وغير ذلك . ويدل على ذلك أن
الرسول عندما أراد جني أن يقطع عليه صلاته وقام عليه الصلاة والسلام بخنقه
، قال : وجدت برد لسان الشيطان على يدي . كما أخبرنا أنه يجري منا مجرى
الدم في العروق وأنه يتلبس الإنسي ويصرعه دون أن يحرقه . وذكر الحديث الذي
أمر الرسول المسلم أني قوله أثناء إتيانه زوجته بقوله : " اللهم جنبنا
الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا حتى لا يجامع الشيطان معه ، دلالة على
إمكانية حدوث ذلك . وقد رويت الكثير من حكايات تزاوج الإنس والجن ومنها
قول أبي يوسف السروجي : جاءت امرأة إلى رجل في المدينة فقالت : انا نزلنا
قريباً منكم فتزوجني . فتزوجها فكانت تأتيه بالليل في هيئة امرأة ، حتى
جاءت إليه ذات ليلة قائلة : قد حان رحيلنا فطلقني ، فطلقها ، وبينما هو في
بعض طرق المدينة رآها تلتقط حباً مما يسقط من بائعي الحب فقال لها :
أفتبغينه ؟ فوضعت يدها على رأسها ثم رفعت عينيها فقالت له : بأي عين
رأيتني ؟ قال : بهذه . فأومأت بإصبعها فسالت عينه .
وروى القاضي حسام
الدين الرازي الحنفي قائلاً : سافرت مع والدي وجماعة وبينما نحن في الطريق
ألجأنا المطر إلى مغارة . فنمنا بها ، فبينما أنا نائم إذ بشيء يوقظني
فانتبهت فإذا بامرأة وسط من النساء لها عين واحدة مشقوقة بالطول . فارتعبت
فقالت : ما عليك من بأس . إنما أتيتك لتتزوج ابنة لي كالقمر . فقالت لخوفي
منها : ببركة الله . ثم نظرت فإذا برجال على هيئة المرأة قد اقبلوا كشهود
وقاض . وعقد القاضي عقدة النكاح ، ثم انصرفوا وعادت المرأة ومعها جارية
حسناء إلا أن عينها كعين والدتها مشقوقة بالطول وتركتها عندي وانصرفت فزاد
خوفي واستيحاشي وأخذت ارمي من كان معي بالحجارة حتى يستيقظوا فما انتبه
منهم أحد . فأقبلت على الدعاء والتضرع ثم آن الرحيل فرحلنا وتلك الشابة لا
تفارقني . فدمت على هذا ثلاثة أيام . فلما كان اليوم الرابع أتتني المرأة
وقالت : كأن هذه الشابة ما أعجبتك ؟ وكأنك تحب فراقها ؟ فقلت : أي والله .
قالت : فطلقها . فطلقتها فانصرفت ثم لم أرها أبداً .
كما قال الكلبي :
إن أحد والدي بلقيس كان من الجن . وكان والدها من عظماء الملوك وأخوتها
ملوك على اليمن كلها . وكان والدها يقول : ليس في ملوك الأطراف من يدانيني
فتزوج امرأة من الجن يقال لها " ريحانة بنت السكن " فولدت بلقيس . وقيل إن
مؤخر قدميها كان مثل حافر الدابة . ولذلك اتخذ سليمان عليه السلام الصرح
الممرد من القوارير والزجاج فلما رأته بلقيس كشفت عن ساقيها فلم ير غير
شعر خفيف ، ولذلك أمر بإحضار عرشها ليختبر عقلها ، ثم أمر الشياطين أن
يأتوا لها بمادة تسمى النورة فطلي ساقاها بها فأصبحت كالفضة فتزوجها وبعد
زمن طلبت منه أن تعود إلى مملكتها في سبأ . فوافق وأمر الشياطين أن يبنوا
لها الحصون التي لم ير مثلها ، وكان يزورها في كل شهر مرة ، تحمله الجن .
وعن
جرير بن عبدالله قال : كنت أسير في طريق ذات مساء بإحدى المدن حديثة الفتح
الإسلامي ، وقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فسمعني رجل من تلك المدينة
وقال لي : ما سمعت هذا الكلام منذ ان سمعته من السماء ، فقلت له : فكيف
ذلك ؟ قال : إني رجل أعمل بإيصال الرسائل إلى الملوك والحكام فأفد على
كسرى وقيصر وغيرهما من حكام وأمراء المدن . وذات يوم ذهبت قاصداً بلاد
فارس . فخلفني الشيطان في أهلي يكون على صورتي فلما قدمت من سفري لم يبد
على زوجتي أي اهتمام مما يكون للمسافر ، وعندما استفسرت عن ذلك ، قالت :
إنك لم تسافر ، قلت : كيف ذلك ؟ وعندها ظهر ذلك الشيطان فقال لي : اختر لك
يوماً منها وأجعل لي يوماً . فأتاني ذات ليلة فقال : أنا ممن يسترق السمع
وإن استراق السمع بين الشياطين نوبات وأنه مكلف به تلك الليلة . وطلب مني
أن آتي معه فوافقت . فحملني على ظهره فإذا له معرفة كشعر الدواب فقال لي :
استمسك . فإنك ترى أموراً وأهوالاً فلا تفارقني فتهلك . ثم عرج حتى لحق
بالسماء . فسمعت قائلاً يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ما شاء الله
كان وما لم يشأ لم يكن . فلحق به فوقع من وراء العمران في غياض وشجر ،
فحفظت الكلمات ولم أزل أكررها حتى انقطع عن زوجتي .
وعن يحيى بن سعيد
قال : لما حضرت عمرة بنت عبد الرحمن الوفاة اجتمع عندها أناس من الصالحين
، وبينما هم عندها وقد أغمي عليها إذ سمعوا نفيضاً من السقف وإذ بثعبان
أسود قد سقط كأنه جذع عظيم . فأقبل مسرعاً نحوها . ثم سقط رق أبيض عليه
ومكتوب فيه " بسم الله الرحمن الرحيم . من رب عكب إلى عكب . ليس لك على
بنت الصالحين سبيل " لما نظر إلى الكتاب سما حتى خرج من حيث أتى . وكان
والدها ممن استشهدوا يوم بدر .
وقد رويت هذه الحادثة على ثلاثة أشكال
مختلفة . وقد قيل إن المخنثين من أولاد الشياطين وذلك لقول ابن عباس :
المخنثون أولاد الجن ، قيل : كيف ذلك ؟ قال : إن الله نهى أن يأتي الرجل
امرأته وهي حائض فإذا أتاها سبقه إليها الشيطان فحملت منه .
وأكد شيخ
الإسلام ابن تيمية إن التناكح بين الجن والإنس قد يحدث حيث قال : وقد
يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد ، وهذا كثيرا معروف . والمجموع 19/39
. ورغم ورود الكثير من الأخبار الدالة على وقوع التناكح بين الإنس والجن
إلا أن البعض قد يقول : الجن من عنصر النار ، والإنسان من العناصر الأربعة
( الهواء والماء والتراب والنار ) . وعليه فعنصر النار يمنع من أن تكون
النطفة الإنسانية في رحم الجنية ، لما فيها من الرطوبة ثم لشدة الحرارة
النيرانية ؟ !
والذين يردون على هذا الرأي ويخالفونه يقولون : إن الجن
وإن خلقوا من نار فليسوا بباقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه
بالأكل والشرب والتوالد والتناسل ، مثلما استحال بنو آدم عن عنصرهم
الترابي بذلك .
وفضلاً عن هذا فإن الذي خلق من نار هو أبو الجن ن كما
خلق آدم أبو الإنس من تراب . وأما كل واحد من الجن غير أبيهم فليس مخلوقاً
من النار ، كما أن كل واحد من بني آدم ليس مخلوقاً من تراب . وبالإضافة
إلى هذا وذاك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه وجد " برد " لسان
الشيطان الذي عرض له في صلاته على يده لما خنقه ، وفي رواية قال النبي صلى
الله عليه وسلم : " فما زلت أخنقه حتى برد لعابه فبرد لسان الشيطان " .
ولعاب
الشيطان هذا الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم دليل على أنه انتقل
عن العنصر الناري ، إذ لو كان باقياً حاله فمن أين جاء البرد .
نـسـاء يـتـزوجـن الـجـن
ومن
جهته الشيخ فهد بن جديد أحد طلبة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله –
ومعالج بالرقية لاشرعية يؤكد لـ " عكاظ " عدم إمكانية تزاوج الجن والإنس
ويقول : أنا من جانبي أرى كما رأى وأفتى الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله –
بأن الجني لا يتزوج إنسية أو العكس كذلك . وإن كان قد أخبرني بعض المرضى
بأن الجن يجامع . مما يدل إن صح قولهم على وجود النكاح بين الجن والإنس أو
أنه تخييل فقط . كما أخبرني بعض النسوة اللائى يأتين للعلاج بأنهن يشعرن
بجماع الجني لهن ، تماماً كجماع الزوج لزوجته ، ولا شك أن المرء يمكنه
تجنب ذلك بتحصين نفسه بكتاب الله . وأما عن حكم الزواج بين الجن والإنس
وإن كان يحدث فإنه لا يعد من الزنا ، لأن مثل هذه الأمور عندما تحدث فإنها
تحدث بصورة لا إرادية .
فـتـيـات اغـتـصبـهـن الـجـن
ومن
جهة أخرى يقول الدكتور محمد الشرقاوي أستاذ الفلسفة الإسلامية ومقارنة
الأديان بجامعة القاهرة : سمعت عن فتيات اغتصبن من قبل الجن ، ولكني اعتقد
أن هذه أكذوبة لا حقيقة لها في الشرع ولا في العلم ، حيث أن الجن
والشياطين أرواح لا أجساد لها ، وبالتالي لا توجد أعضاء تناسلية لها ،
وبذلك فلا حقيقة عما نسمعه عن فتيات عشقن الجن ومنعهن من الزواج ، والعنف
الذي يقع بين الجن والإنس له مفهوم آخر .
الشاهد من الموضوع
1 ان الجان ذكر ام انثى قد يحدث التزاوج بينهم وبين الانس ذكرا او انثى ولا يعد من الزنى لانه ليس للانس فيه خيار0
2 ان الجان يستطيع حمل الانسان فما بالنا بحمل ماهو اقل من ذلك وقد حددت الشاهد باللون الاحمر