الباب الثاني والثلاثون بعد المائة في لقيه عيسى ابن مريم عليهما السلام
قال أبو بكر محمد حدثنا الفضل بن موسى البصري حدثنا إبراهيم بن بشار قال سمعت سفيان بن عيينة يقول لقي عيسى ابن مريم إبليس فقال له إبليس أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكلمت في المهد صبيا ولم يتكلم فيه أحد قبلك قال بل الربوبية والعظمة للإله الذي أنطقني ثم يميتني ثم يحييني قال فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى قال بل الربوبية لله الذي يميتني ويميت من أحييت ثم يحييني قال والله إنك لإله في السماء وإله في الأرض قال فصكه جبريل عليه الصلاة السلام بجناحه صكة فما تناهى دون قرن الشمس ثم صكه أخرى فما تناهى دون العين الحامية ثم صكه صكة فأدخله بحار السابعة فأساحه فيها حتى وجد طعم الحمأة فخرج منها وهو يقول ما لقي أحد من أحد ما لقيت منك يا ابن مريم
حدثنا اسحاق بن اسماعيل وعمرو بن محمد قالا حدثنا سفيان عن عمرو ابن دينار عن طاوس قال لقي الشيطان عيسى ابن مريم فقال يا ابن مريم إن كنت صادقا فارق على هذه الشاهقة فألق نفسك منها فقال ويلك ألم يقل الله يا ابن آدم لا تختبرني بهلاكك فإني أفعل ما أشاء
حدثني شريح بن يونس حدثنا علي بن ثابت عن خطاب بن القاسم عن أبي عثمان قال كان عيسى عليه الصلاة والسلام يصلي على رأس جبل فأتاه إبليس فقال أنت الذي تزعم أن كل شيء بقضاء وقدر قال نعم قال ألق نفسك من الجبل وقل قدر علي قال يا لعين الله يختبر العباد ليس للعباد أن يختبروا الله عز وجل حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي حدثنا ابن مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام نظر إلى إبليس فقال هذا ركون الدنيا إليها خرج وإياها سأل لا أشركه في شيء منها ولا حجر أضعه تحت رأسي ولا أكون فيها ضاحكا حتى أخرج منها حدثنا الحسن حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز عن ابن حليس قال قال عيسى عليه الصلاة والسلام إن الشيطان مع الدنيا ومكره مع المال وتزيينه عند الهوى واستمكانه عند الشهوات ورواه أيضا عن محمد بن إدريس عن حيوة بن شريح عن بقية بن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز عن ابن حليس من قوله وتزيينه عند اللهو